توسع الشركات الناشئة في مجال الدفاع الأوروبي وتجذب مهندسي الذكاء الصناعي

كشف تقرير حديث نشرته رويترز أن المزيد من المهندسين الأوروبيين والعاملين في مجال التكنولوجيا أصبحوا مهتمين الآن بالانضمام إلى الشركات الناشئة في مجال الدفاع ضمن المنطقة بدلاً من الولايات المتحدة. قد أشعلت الأحداث العالمية المستمرة شعوراً بالوطنية بين المواهب، مما دفع الكثيرين إلى ترجيح الفرص الوظيفية الأوروبية على الأدوار الأعلى أجراً في أمريكا الشمالية.

وفقًا لـ تقرير حصري من رويترز، قامت الحكومات الأوروبية بزيادة استثماراتها العسكرية. حيث استطاعت شركات التكنولوجيا مثل الشركة الناشئة الفرنسية في مجال الدفاع Comand AI، وشركة تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الألمانية Alpine Eagle جمع أكثر من 10 ملايين دولار في التمويل مؤخرًا.

بينما يثير استخدام التكنولوجيا المتقدمة لأغراض عسكرية قلقاً أخلاقياً جدياً، يستمر تطورها وتواصل جذب اهتمام المستثمرين. فقد ساهمت الحرب في أوكرانيا والمشهد الجيوسياسي الحالي في ارتفاع هذا القطاع.

قبل بضعة أشهر، أعلنت أوكرانيا أنها جمعت أكثر من 2 مليون ساعة من لقطات المعركة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وقد أعربت العديد من الدول في الاتحاد الأوروبي – بقيادة ألمانيا – عن قلقها من الهجمات الإلكترونية التي تنفذها المخابرات العسكرية الروسية. كما ساهمت التوترات السياسية في الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب أيضاً في التحول نحو تطوير تكنولوجيا المعركة المتقدمة.

أجرت رويترز مقابلات مع أكثر من 20 مهندسًا ومستثمرًا ومسؤول حكومي لفهم تدفق المواهب التقنية في المنطقة.

“هناك أشخاص يركزون بالفعل على البعثة، وما يريدون القيام به في حياتهم هو أن يكون لهم تأثير وليس فقط كسب راتب كبير”، قال لويك موجول، الرئيس التنفيذي لشركة Comand AI، لوكالة الأنباء. “هم متحمسون حقًا للقيام بتأثير من خلال إعادة بناء أوروبا وتغيير مجرى التاريخ لأوروبا”.

نُشرت مؤخرًا تقرير من قبل شركة البيانات زيكي، تقرير حالة المواهب الذكاء الاصطناعي، أظهر ازديادًا كبيرًا في عدد المهندسين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي في أوروبا، وكذلك في الشركات الدفاعية.

على الرغم من الرواتب العالية في الولايات المتحدة، يفضل المهندسون الأوروبيون العيش بالقرب من بيوتهم. كما أثرت الخفض الأخير الذي قام به ترامب في تمويل الجامعات والتدخل السياسي على قرارات العلماء بالانتقال إلى أوروبا.

“من الأهمية بالنسبة لي إذا كنت أجري بحوثًا في مجال الدفاع أن أكون أحمي الديمقراطيات الأوروبية” ، هكذا قال الطالب الدكتوراه الألماني جوليان ديركس لرويترز.

تدفع شركة Helsing التابعة للدفاع الأوروبية والمعروفة بالوحيد الأوروبي حوالي 150,000 دولار في السنة لمهندس الذكاء الاصطناعي، بينما تدفع شركات مثل Palantir حوالي 270,000 دولار و Google 380,000 دولار في الولايات المتحدة.

“يأتي العديد من أفضل الباحثين في الذكاء الصناعي في العالم من أوروبا. بعضهم ذهب إلى الولايات المتحدة، ولكن العديد منهم يعودون الآن للعمل على تعزيز السيادة الأوروبية، والمرونة، والقيمة المستدامة على المدى الطويل،” هكذا قالت جيانيت زو فورستنبرج، المديرة الإدارية في شركة General Catalyst لرأس المال الاستثماري في برلين. “أعتقد أن هذا إشارة قوية.”