مبدعو “يوتيوب” يغذون بدون علم نماذج الذكاء الصناعي لـ “جوجل”

أكدت شركة جوجل استخدامها مجموعة فرعية من مقاطع فيديو يوتيوب لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، والتي تشمل Gemini ومولد الفيديو المتقدم Veo 3.

أعلنت الأخبار، التي ذكرت لأول مرة بواسطة CNBC، عن تلقيها انتقادات من مبدعي المحتوى والمتخصصين في الملكية الفكرية، الذين يشعرون بالقلق بشأن استخدام محتواهم في تطوير أدوات قد تحل محلهم في النهاية.

“لقد استخدمنا دائماً محتوى YouTube لجعل منتجاتنا أفضل، ولم يتغير هذا مع ظهور الذكاء الصناعي”، قال متحدث باسم YouTube لشبكة CNBC.

“نحن أيضاً ندرك الحاجة إلى وضع ضوابط، ولهذا السبب استثمرنا في توفير حمايات قوية تسمح للمبدعين بحماية صورتهم وشبههم في عصر الذكاء الصناعي”، أضاف المتحدث.

تقرير من CNBC يفيد بأن يوتيوب يضم أكثر من 20 مليار فيديو. ومع ذلك، لم تكشف جوجل عن العدد الدقيق للفيديوهات التي تستخدمها لتدريب الذكاء الصناعي. تشير المقالة إلى أن حتى اختيار 1٪ فقط من الكتالوج الواسع ليوتيوب سيؤدي إلى مليارات الدقائق من المحتوى، وهو ما يتجاوز بيانات التدريب لمعظم منصات الذكاء الصناعي المنافسة.

تحدثت CNBC مع العديد من الأشخاص المبدعين والمحترفين في ملكية الفكر الذين لم يكونوا على علم بأن محتواهم قد يُستخدم لتدريب الذكاء الصناعي. قال لوك أريجوني، الرئيس التنفيذي لشركة الهوية الرقمية Loti: “من المعقول أن يتم جمع البيانات من الكثير من المبدعين الذين قد أمضوا الكثير من الوقت والطاقة وأفكارهم الخاصة في إنتاج هذه الفيديوهات”. وأضاف: “هذا ليس بالضرورة عادلًا تجاههم”.

عرضت Google موديل Veo 3 في مايو من خلال محتوى سينمائي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. على الرغم من أن الشركة لديها الحق القانوني بموجب شروط خدمة YouTube في استخدام المحتوى المُرفع، فإن الخبراء مثل دان نيلي من Vermillio يحذرون أن الأدوات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي قد تنافس بشكل مباشر مع المبدعين الذين يقدمون بيانات التدريب.

قال نيلي لـ CNBC: “لقد شاهدنا عددًا متزايدًا من المبدعين يكتشفون نسخًا زائفة لأنفسهم”.

تعمق النقاش أكثر، كشفت تحقيقات أن العديد من الشركات الكبرى المتخصصة في الذكاء الصناعي مثل آبل، نفيديا، أنثروبك، وسيلزفورس، استخدمت نصوصاً من أكثر من 173,000 فيديو على يوتيوب لتدريب نماذج الذكاء الصناعي، رغم سياسات المنصة.

وجاءت هذه الفيديوهات من أكثر من 48,000 قناة، بما في ذلك القنوات الرئيسية مثل مستر بيست، بيودي باي، وماركوس براونلي، بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية والأخبارية مثل MIT، أكاديمية خان، NPR، والبي بي سي.

عدم وجود خيار واضح للانسحاب، أو تحذير عندما تقوم الذكاء الصناعي بجمع المحتوى، دفع المبدعين للمطالبة بمزيد من الشفافية والحماية لعمليات تدريب الذكاء الصناعي.